عمان- مشاعر صعبة تلك التي تنتاب أمهات أطفال مصابين بالتوحد، لاسيما عند رؤية فلذات أكبادهن غير قادرين على التواصل كأقرانهم مع ما يحيط بهم.
بعضهن يكتفين بتجرّع مرارة الواقع والاستسلام للمرض، وأخريات يجهدن لمدّ يد العون لأطفالهن، وذلك من خلال تعلم الطرق الصحيحة للتعامل معهم، للوصول إلى بر الأمان.
وإلى الآن لم يستطع العلم كشف أسرار أسباب مرض التوحد، وما يزال الأمر المثبت في علاجه التدريب السلوكي، رغم الجهد الكبير الذي يعانيه الأهالي والمختصون في علاجه.
ويعاني المجتمع العربي عموما والأردني خصوصا من نقص حاد في الكوادر المؤهلة للتعامل مع مرض التوحد، ما يضع الأهالي عرضة للوقوع في أيدي "مدعي" المعرفة، الأمر الذي يكبدهم ذلك مبالغ طائلة.
ومن هنا تكمن أهمية الدورة المجانية التي أقامتها، مديرية التدخل المبكر والتأهيل في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين مؤخرا، لخمس وعشرين من أمهات اطفال مصابين بالتوحد.
ويجهل كثيرون من ذوي الاطفال المصابين بالتوحد الأساليب العلمية الصحيحة للتعامل مع أبنائهم المصابين بالتوحد.
ومن أهم المؤشرات على التوحد تأخر في النطق وضعف في التواصل البصري، بالاضافة لقصور في الجانب الاجتماعي للاطفال المصابين بالتوحد مقارنة باقرانهم.
مديرة مديرية التدخل المبكر والتأهيل في المجلس الاعلى للمعوقين، هالة الحمد تقول: "التوحد مستفز بغموضه والعدد كبير ويزداد حول العالم، خصوصا أنه لم يتم اكتشاف بعد السبب الرئيسي حتى يتمكن العالم من إيجاد دواء فعال له"، مضيفة "على الاهالي أن يعلموا أن مرض التوحد هو مشكلة تتعلق في الخصائص النمائية والسلوكية عند الطفل".
وتؤكد أن العلاج الذي يحاول العلماء تعميمه هو "العلاج السلوكي وليس الطبي"، رغم أن هناك مراكز خاصة تحاول أن "تنتهز" الأهالي بأن هناك علاجات كيماوية من الممكن أن تساعد في العلاج وهي علاجات "باهظة الثمن وغير مجدية".
وبرأي الحمد ممكن من خلال الدورات المتخصصة بتأهيل الاهالي حول مرض التوحد مساعدتهم في تحقيق نتائج أفضل مع أبنائهم.
قابلت "الغد" عددا من الأمهات اللواتي خضعن للدورة التدريبية، تقول حنين بسام "ابني أحمد اكتشفت بأنه مصاب بالتوحد في عمر الاربعين يوما، إذ إنه لم يكن يتفاعل معي ومع حركة يدي حتى في المشي، وبالفعل لم اكن أعلم ما الطريقة التي يجب أن اتعامل بها مع ولدي، إلى ان خضعت لهذه الدورة وعرفت ما يعني التوحد واليوم أعرف التواصل معه وكيفية السيطرة على ردات فعله العنيفة وهو يتجاوب معي".
جيهان علاء الدين، الأم لأربعة أبناء، تبين أن ابنها الصغير كان طبيعيا حتى بلغ العام ونصف العام من عمره، فكان يتجاوب معها ويلفظ ببعض الكلمات وتعلم المشي، لكن بعد مرور تلك المدة من عمره "انتكس" على حد قولها.
وتبين أنه لم يعد يمشي ولا ينطق بأي حرف، عملت الكثير لعلاجه حتى إن هناك من اقنعها بأنه "مسحور"، فأخذته على مشعوذين إلا أن حالته كانت تزداد سوءا، حتى شخصت بأنه توحدي.
وتحدثت الثلاثينية ندين ضمرة حول حالة ابنها ذي السنوات الأربع الذي تم تشخيصه بالتوحد في عمر الثالثة، مشيرة الى أنها منذ ما يزيد على عام قامت بالعديد من الخطوات في سبيل تطوير سلوكياته، والتخلص من الحركات النمطية التي يقوم بها ونجحت في كثير من الاحيان.
وأشادت بدور المجلس الأعلى للمعوقين بعقد الدورة وأهميتها في نشر الوعي بأساليب التأهيل من قبل أفضل المختصين، حتى يعتمد الاهالي على أنفسهم ويقدرون على التعامل مع واقعهم.
المسؤول عن إعطاء الدورة، وهو مختص في التربية الخاصة وخبير في مجال التوحد في الجامعة الأردنية د.رائد الشيخ، يقول: "بينت الدورة بعض المصطلحات للأمهات منها الاضطرابات النمائية الشاملة، طيف التوحد، صفات التوحد، شبه توحد".
ويتابع الشيخ:"في الحقيقة إن الاضطرابات النمائية الشاملة وطيف التوحد لهما المصطلح نفسه، وهي مظلة تضم خمس فئات هي (التوحد واضطراب ريت واضطراب تفكك (انحلال) الطفولة واضطراب أسبرجر والتوحد غير النمطي أو ما يسمى الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة أو صفات التوحد".
قصة هيفاء العمري مع ابنها ضياء التوحدي، بدأت منذ أن كان طفلها في عمر العامين ونصف العام حين كبر قليلا، ولم يكن يستجيب لأي سلوك أو صوت لا بعينيه ولا حتى بحاسة السمع.
وتقول العمري: "اعتقدت بالبداية أنه لا يسمع لكن بعد الكثير من الفحوصات تبين أنه توحدي، ضياء ولد ذكي فهو مقلد رائع لحركاتي وحركات والده، ويتتبع كلامنا، ويهوى حل الألغاز الصعبة على الآي باد"، متابعة لكنه توحدي "أشعر أحيانا أنه ليس بعالمنا ولا يدرك كل ما أقوله وأطلبه منه وهو بالفعل بحاجة إلى المساعدة، ومن خلال الدورة عرفت أنني أنا من استطيع جعله يتخطى هذه الظروف الصعبة، وخصوصا لمحدودية المراكز المسؤولة عن أطفال التوحد".
وتطالب الأمهات بعقد دورات مستمرة لهن ليستطعن التعامل مع اطفالهن التوحديين، خصوصا أن تخصص التربية الخاصة في الجامعات كافة لا يحتوي على برامج تؤهل الخريجيين الجدد للتعامل مع اطفال التوحد.
ويتطرق الشيخ إلى الكلف الباهظة التي يحتاجها علاج طفل التوحد قائلا: "تقدر تكلفة التوحد في الولايات المتحدة الأميركية بمليار دولار سنويا، حيث يكلف الطفل الواحد بين (30 - 100) ألف دولار سنويا، حسب شدة الحالة، بينما يكلف في بريطانيا 17 ألف جينه إسترليني".
ويقدر الشيخ نسبة انتشار التوحد ما بين (15-20) لكل عشرة آلاف مولود، كما أن التوحد ينتشر عند الذكور بمعدل ثلاثة إلى أربعة أضعاف مقارنة مع الإناث، مبينا أن النسبة واحدة ولم تتغير لكن نسبة الاكتشاف والتعرف زادت بشكل كبير، ويعود ذلك لعدة أمور من بينها الحاجة إلى استمرارية الخدمات للأفراد فيستمر الطفل في البرنامج لفترة طويلة، فالأطفال المكتشفون في هذه السنة يضافون للأطفال الملتحقين في البرامج في السنوات السابقة وهكذا.
ويوضح الشيخ أن هناك انخفاضا في نسبة الخطأ في تشخيص الأطفال التوحديين لاسيما البسيطة نتيجة للوعي والثقافة بالتوحد، وتدريب الكوادر المتخصصة في مجال الكشف والملاحظة السلوكية.
بعضهن يكتفين بتجرّع مرارة الواقع والاستسلام للمرض، وأخريات يجهدن لمدّ يد العون لأطفالهن، وذلك من خلال تعلم الطرق الصحيحة للتعامل معهم، للوصول إلى بر الأمان.
وإلى الآن لم يستطع العلم كشف أسرار أسباب مرض التوحد، وما يزال الأمر المثبت في علاجه التدريب السلوكي، رغم الجهد الكبير الذي يعانيه الأهالي والمختصون في علاجه.
ويعاني المجتمع العربي عموما والأردني خصوصا من نقص حاد في الكوادر المؤهلة للتعامل مع مرض التوحد، ما يضع الأهالي عرضة للوقوع في أيدي "مدعي" المعرفة، الأمر الذي يكبدهم ذلك مبالغ طائلة.
ومن هنا تكمن أهمية الدورة المجانية التي أقامتها، مديرية التدخل المبكر والتأهيل في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين مؤخرا، لخمس وعشرين من أمهات اطفال مصابين بالتوحد.
ويجهل كثيرون من ذوي الاطفال المصابين بالتوحد الأساليب العلمية الصحيحة للتعامل مع أبنائهم المصابين بالتوحد.
ومن أهم المؤشرات على التوحد تأخر في النطق وضعف في التواصل البصري، بالاضافة لقصور في الجانب الاجتماعي للاطفال المصابين بالتوحد مقارنة باقرانهم.
مديرة مديرية التدخل المبكر والتأهيل في المجلس الاعلى للمعوقين، هالة الحمد تقول: "التوحد مستفز بغموضه والعدد كبير ويزداد حول العالم، خصوصا أنه لم يتم اكتشاف بعد السبب الرئيسي حتى يتمكن العالم من إيجاد دواء فعال له"، مضيفة "على الاهالي أن يعلموا أن مرض التوحد هو مشكلة تتعلق في الخصائص النمائية والسلوكية عند الطفل".
وتؤكد أن العلاج الذي يحاول العلماء تعميمه هو "العلاج السلوكي وليس الطبي"، رغم أن هناك مراكز خاصة تحاول أن "تنتهز" الأهالي بأن هناك علاجات كيماوية من الممكن أن تساعد في العلاج وهي علاجات "باهظة الثمن وغير مجدية".
وبرأي الحمد ممكن من خلال الدورات المتخصصة بتأهيل الاهالي حول مرض التوحد مساعدتهم في تحقيق نتائج أفضل مع أبنائهم.
قابلت "الغد" عددا من الأمهات اللواتي خضعن للدورة التدريبية، تقول حنين بسام "ابني أحمد اكتشفت بأنه مصاب بالتوحد في عمر الاربعين يوما، إذ إنه لم يكن يتفاعل معي ومع حركة يدي حتى في المشي، وبالفعل لم اكن أعلم ما الطريقة التي يجب أن اتعامل بها مع ولدي، إلى ان خضعت لهذه الدورة وعرفت ما يعني التوحد واليوم أعرف التواصل معه وكيفية السيطرة على ردات فعله العنيفة وهو يتجاوب معي".
جيهان علاء الدين، الأم لأربعة أبناء، تبين أن ابنها الصغير كان طبيعيا حتى بلغ العام ونصف العام من عمره، فكان يتجاوب معها ويلفظ ببعض الكلمات وتعلم المشي، لكن بعد مرور تلك المدة من عمره "انتكس" على حد قولها.
وتبين أنه لم يعد يمشي ولا ينطق بأي حرف، عملت الكثير لعلاجه حتى إن هناك من اقنعها بأنه "مسحور"، فأخذته على مشعوذين إلا أن حالته كانت تزداد سوءا، حتى شخصت بأنه توحدي.
وتحدثت الثلاثينية ندين ضمرة حول حالة ابنها ذي السنوات الأربع الذي تم تشخيصه بالتوحد في عمر الثالثة، مشيرة الى أنها منذ ما يزيد على عام قامت بالعديد من الخطوات في سبيل تطوير سلوكياته، والتخلص من الحركات النمطية التي يقوم بها ونجحت في كثير من الاحيان.
وأشادت بدور المجلس الأعلى للمعوقين بعقد الدورة وأهميتها في نشر الوعي بأساليب التأهيل من قبل أفضل المختصين، حتى يعتمد الاهالي على أنفسهم ويقدرون على التعامل مع واقعهم.
المسؤول عن إعطاء الدورة، وهو مختص في التربية الخاصة وخبير في مجال التوحد في الجامعة الأردنية د.رائد الشيخ، يقول: "بينت الدورة بعض المصطلحات للأمهات منها الاضطرابات النمائية الشاملة، طيف التوحد، صفات التوحد، شبه توحد".
ويتابع الشيخ:"في الحقيقة إن الاضطرابات النمائية الشاملة وطيف التوحد لهما المصطلح نفسه، وهي مظلة تضم خمس فئات هي (التوحد واضطراب ريت واضطراب تفكك (انحلال) الطفولة واضطراب أسبرجر والتوحد غير النمطي أو ما يسمى الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة أو صفات التوحد".
قصة هيفاء العمري مع ابنها ضياء التوحدي، بدأت منذ أن كان طفلها في عمر العامين ونصف العام حين كبر قليلا، ولم يكن يستجيب لأي سلوك أو صوت لا بعينيه ولا حتى بحاسة السمع.
وتقول العمري: "اعتقدت بالبداية أنه لا يسمع لكن بعد الكثير من الفحوصات تبين أنه توحدي، ضياء ولد ذكي فهو مقلد رائع لحركاتي وحركات والده، ويتتبع كلامنا، ويهوى حل الألغاز الصعبة على الآي باد"، متابعة لكنه توحدي "أشعر أحيانا أنه ليس بعالمنا ولا يدرك كل ما أقوله وأطلبه منه وهو بالفعل بحاجة إلى المساعدة، ومن خلال الدورة عرفت أنني أنا من استطيع جعله يتخطى هذه الظروف الصعبة، وخصوصا لمحدودية المراكز المسؤولة عن أطفال التوحد".
وتطالب الأمهات بعقد دورات مستمرة لهن ليستطعن التعامل مع اطفالهن التوحديين، خصوصا أن تخصص التربية الخاصة في الجامعات كافة لا يحتوي على برامج تؤهل الخريجيين الجدد للتعامل مع اطفال التوحد.
ويتطرق الشيخ إلى الكلف الباهظة التي يحتاجها علاج طفل التوحد قائلا: "تقدر تكلفة التوحد في الولايات المتحدة الأميركية بمليار دولار سنويا، حيث يكلف الطفل الواحد بين (30 - 100) ألف دولار سنويا، حسب شدة الحالة، بينما يكلف في بريطانيا 17 ألف جينه إسترليني".
ويقدر الشيخ نسبة انتشار التوحد ما بين (15-20) لكل عشرة آلاف مولود، كما أن التوحد ينتشر عند الذكور بمعدل ثلاثة إلى أربعة أضعاف مقارنة مع الإناث، مبينا أن النسبة واحدة ولم تتغير لكن نسبة الاكتشاف والتعرف زادت بشكل كبير، ويعود ذلك لعدة أمور من بينها الحاجة إلى استمرارية الخدمات للأفراد فيستمر الطفل في البرنامج لفترة طويلة، فالأطفال المكتشفون في هذه السنة يضافون للأطفال الملتحقين في البرامج في السنوات السابقة وهكذا.
ويوضح الشيخ أن هناك انخفاضا في نسبة الخطأ في تشخيص الأطفال التوحديين لاسيما البسيطة نتيجة للوعي والثقافة بالتوحد، وتدريب الكوادر المتخصصة في مجال الكشف والملاحظة السلوكية.
الأربعاء مارس 13, 2013 10:28 pm من طرف Admin
» - http://www.magicmaman.com - Pleurs de bébé : un indicateur pour déceler l’autisme
الإثنين ديسمبر 03, 2012 12:06 am من طرف Admin
» Une pétition pour changer les plans du plan autisme.l'expresse
الأحد ديسمبر 02, 2012 11:35 pm من طرف Admin
» العلاج السلوكي وتعديل السلوك
السبت نوفمبر 17, 2012 9:26 am من طرف Admin
» AUTISME: La mutation génétique qui coupe la communication entre neurones -http://www.santelog.com
الجمعة نوفمبر 16, 2012 12:55 am من طرف Admin
» AUTISME: Un lien entre enfants prodiges et troubles du spectre autistique -Source: Intelligence doi.org
الجمعة نوفمبر 16, 2012 12:47 am من طرف Admin
» Avoir la grippe pendant la grossesse doublerait le risque d'autisme-http://lci.tf1.fr
الجمعة نوفمبر 16, 2012 12:27 am من طرف Admin
» Autisme : le bras de fer entre pro et anti-psychanalyse continue-viva.presse.fr
الجمعة نوفمبر 16, 2012 12:18 am من طرف Admin
» Autisme : projet d'un diplôme "diagnostic" pour former à - www.larepubliquedespyrenees.f
الخميس أكتوبر 25, 2012 12:31 am من طرف Admin