الرسالة الثالثة إلى الدكتورة رابية حكيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أنا السيدة أم انس من الجزائر أم الطفل طه أنس راسلتك مرتين سابقا ، و الآن أراسلك كي أخبرك عن بعض التغييرات التي حدثت لإبني ، و استفسر عن أمور لا تزال غامضة
أرجو أن يتسع صدرك و تتكرمي بالإجابة عن تساؤلاتي ، إذ لم أجد من ينورني ...
اتبعنا ما قدمته لنا من نصائح و توجيهات و لأمثالنا من الأسر ، حاولت أن أكون صارمة في الأمر رغم أن هذا كان على حساب ابني و ابنتي الآخرين الذين أصبحا يقيمان في بيت جدهما ، لإني لم أتمكن من تعليم طفل مصاب بالتوحد مع أخ توأم و أخت أكبر و لكل حاجياته و طلباته ...لست أدري ان كان تصرفي هذا صحيح أم لا إضافة إلى أن بيتي ضيق للغاية فلم أتمكن من عزل طه لأجل تعليمه
و إليك دكتورة ما حدث من تطورات بعد حوالي شهرين من العمل المكثف :
-عن النظافة ، أصبح ينجز جميع الخطوات: انزال السروال الجلوس على ال" POT "، يقضي حاجاته في أغلب الأحيان- رفع السروال مع المكافأة المادية و المعنوية في كل خطوة ينجزها، كما أنني أريه في كل مرة صورة فوتوغرافية لل POT لكن إذا تأخرت عنه يفعلها في ملابسه مع تسجيل أنه : ما يقوم بفعله ليس تلقائيا و لكن بالتوجيه اللفظي و بالإشارات
- عن تمارين تآذر اليد مع العين ، أصبح يرتب علبا اسطوانية مختلفة الأحجام تمثل الإرتقاء من 1 إلى 10 يرتبها تصاعديا مشكلا برجا كما أنه يضع حلقات في عمود
يحب كثيرا قراءتي للحروف و هو يتابع بأصبعه كما أنه يحاول كتابة أ ب ت و أحيانا يكتبها بشكل واضح
عن التمارين الأخرى : لم ينجح في انجازها( تلوين دائرة)
-عن تمارين التركيز : جربت فرز الملاعق و الشوك لكن تأثره بالصوت الذي تصدره و عكسها للضوء يمنعه عن فرزها بل تهيجه لأنه يتأثر كثيرا بالضوء خاصة .. لكنه يفرز الأشكال :دائرة ، مثلث ، قرص ...بشكل جيد و كذلك الألوان ، إذ ألصقت في جدار غرفته ظروف على وجه كل واحد شكل معين أو لون ، و يقوم هو بفرز الأشكال التي صنعتها بالورق المقوى الملون ينجز هذا التمرين بنجاح
- أما عن التخاطب ، فلم أتمكن من إنجاز أي تقدم
حاولت تطبيق كل ماقرأته
تعاملت كثيرا بكأس حليب و حبة موز (بنان)
كان يبكي بشدة و يقوم بجميع المحاولات لأخذ ما يريد دون كلام لكن حدث أن قال : بي " للحليب و "نان" ل بنان
يقولها مرة ثم ينقطع ، أقضي نصف ساعة و أنا أقول حليب .. لكن أحينا كثيرة يبكي فقط و لا يبدي أي محاولة

قرأت عن طريقة PECS للتواصل بتبادل الصور ، حاولت تطبيقها، لكن أصبح ابني كسولا و لا يبذل أي مجهود للكلام إذ عندما أعرض عليه شيئا يعطيني أية صورة أو ورقة أمامه دون أن يرى ما تمثل ، حتى دون أن أطلب منه المبادلة بالصورة
أصبحت أشعر أن هذه الطريقة ستؤخره عن الكلام
كما أني أضع على الطاولة عدة أشياء : صحن – ملعقة – كأس - علبة – قارورة ... و أريه مثيلتها و أقول هات
صحن ... بعد بضع محاولات أصبح ينجز التمرين بنجاح و يعطيني كل شيء أعرضه و أطلب مثيله
- يعطيني الكرة كلما قلت له هات الكرة
- أصبح يفهم اشارة النهي : لا
- أحيانا يتكاسل أو يكثر من الحركة ، فأصرخ عليه ، فيتوقف عن حركاته و يستجيب لي أشعر أنه أصبح يخاف مني
يستجيب للتمارين أكثر عندما يكون نعسانا (يتوقف عن الحركات المتكررة) أو عندما يكون جائعا ( حبا في المكافأة المادية : الزبيب ...)
لكن عندما أغفل عنه يستغرق في الجري و التصفيق حتى يصبح العرق يتصبب منه

1- هل ابعاد اخوته صح أم خطأ
2- هل تخويفه أو توبيخه يعطي نفعا أو يضره ؟
3- أريد مزيدا من النصائح حول جلسات التواصل

و جزاك الله عنا جنة الفردوس - آمين